وفاة البروفيسور أحمد محمد الحسن: السودان يفقد أبرز علمائه في مجال الطب والبحث العلمي
توفي مساء يوم الخميس في الخرطوم البروفيسور أحمد محمد الحسن، وهو واحد من أبرز علماء السودان في مجال الطب والتعليم.
وتوفي البروفيسور الحسن في منزله بحي الرياض بالخرطوم، حيث تدافع زملاؤه من أساتذة الجامعات والباحثين والأطباء فور سماع الخبر.
كان البروفيسور الحسن من مؤسسي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عام 1971، وكان أول وزير لها، لكنه سرعان ما ترك الوزارة اختيارا ليتفرغ لعمله في مجال الطب والبحث العلمي.
وبعد حصوله على شهادة الدبلوم في الطب من كلية كتشينر للطب عام 1955 ، وفوزه بميدالية كتشينر التذكارية، التحق بوزارة الصحة كطبيب مقيم، ثم كمسؤول طبي خلال الفترة بين عامي 1955 و 1958 . التحق البروفيسور أحمد الحسن بكلية الطب جامعة الخرطوم في عام 1958 ، كمساعد باحث في قسم علم الأمراض. وقد حصل على دبلوم متخصص في علم الأمراض من جامعة لندن،
كما حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة إدنبرة. كما أصبح أول بروفيسور سوداني في علم الأمراض، بقسم علم الأمراض في جامعة الخرطوم في عام 1966 ،كما اختير في عام 1969 كعميد لكلية الطب ثم كنائب لرئيس جامعة الخرطوم في عام 1971 . وقد كرّس حياته للتعليم والتدريس والبحث وخدمة الفقراء في المناطق الريفية.
ي عام 1966 ، تم تعيين البروفيسور الحسن كأول بروفيسور في علم الأمراض ورئيس لقسم علم الأمراض في كلية الطب بجامعة الخرطوم. وقد ساهم خلال هذه الفترة في تأسيس معهد تكنولوجيا المختبرات الطبية بالتعاون مع وزارة الصحة السودانية ,كما تم انتخابه كعميد لكلية الطب في جامعة الخرطوم في عام 1969 . وقد استمر في منصبه حتى تم انتخابه كنائب لرئيس جامعة الخرطوم.
في عام 1971 ، طلب من البروفيسور الحسن تأسيس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وقد تمكن خلال اضطلاعه بهذه المهمة من وضع أسس الوزارة والمحافظة على الاستقلالية التي تتمتع بها الجامعات السودانية بمساعدة العديد من الأكاديميين وصار على إثرها اول وزير للتعليم العالي في جمهورية السودان.
خلال الفترة بين عامي 1972 و 1977 ، شغل البروفيسور الحسن منصب رئيس مجلس الأبحاث الطبية ، والمجلس القومي للبحوث، بجمهورية السودان، كما عمل مع آخرين خلال تلك الفترة بالمساعدة في تأسيس معهد أبحاث طب المناطق الحارة في المجلس القومي للبحوث شاملا مستشفى أمراض المناطق الحارة في أم درمان، والمعمل في الخرطوم.
في عام 1993 واصل البروفيسور الحسن مجهوداته وأسس مع العديد من زملائه معهد الأمراض المتوطنة في جامعة الخرطوم وذلك بهدف القيام بالأبحاث حول الأمراض المتوطنة، وتدريب الأطباء والأطقم المساعدة، وكذلك تقديم الخدمات المتخصصة في مجال معالجة الأمراض المتوطنة.
وفي عام 1994 أسفرت مجهوداته والبروفيسور سعاد محمد سليمان عن تأسيس الجمعية السودانية لطب الأمراض المتوطنة والصحة التي أسهمت في تطوير طب المناطق الحارة كما أصبح أول رئيس لها.
وتوالت الإنجازات والمبادرات ومنها على سبيل المثال لا الحصر متحف علم الأمراض, مركز أبحاث الصحة العيادية في مستشفى جامعة سوبا, تفعيل مبادرة التعاون بين الشمال والجنوب, منتدى منطقة شرق البحر المتوسط لأبحاث الصحة, تأسيس قسم علم الأمراض في جامعة الأحفاد, الصندوق الإفريقي لشبكة الملاريا , وحدة التصوير والرسم الطبي, الأكاديمية السودانية الوطنية للعلوم واخيرا كلية النيل في ام درمان والتي هو عضو مؤسس فيها كما يعتبر أول رئيس لمجلس إدارتها.
كان للبروفيسور الحسن قصة نجاح اخرى في السعودية خلال الفترة بين عامي 1977 و 1987 حيث أسس قسم علم الأمراض في كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الملك فيصل في الدمام بالمملكة العربية السعودية، وشغل منصب أول رئيس له كما أسس إدارة البحث والمنشروات والترجمة وكان مديرا لها.
كان البروفيسور الحسن وما زال عالما شغوفا بعمله ومكرسا حياته له. وفي الواقع، فإن دوره كمرشد للباحثين الشباب والطموحين، لم يكن له نظير. وقد خطط البروفيسور الحسن لنجاح مركز التطوير التربوي للمهن الطبية والصحية في كلية الطب بجامعة الخرطوم.
نظم البروفيسور عددا كبيرا من ورش عمل التدريب المحلية حول منهجيات البحث والكتابة العلمية. ويؤمن البروفيسور الحسن بأهمية العمل التطوعي، حيث كان عضوا مؤسسا وصديقا نشطا للعديد من المؤسسات غير الحكومية، ومنح الدعم المادي والمعنوي للعديد من المؤسسات بغض النظر عن حجمها أو أهميتها. وقد أسست مجموعة من سيدات العلم والبحث في السودان مجموعة المبادرات النسائية في الخرطوم عام 1997 ، كمؤسسة تطوعية غير
ربحية، وكان البروفيسور الحسن عضوا نشطا في اللجنة الاستشارية لها كما استضافها في معهد الأمراض المستوطنة.
شر البروفيسور الحسن 234 بحثا خلال حياته المهنية, ضمت العديد من المجالات منها:
- دراسات علم الأوبئة والدراسات العيادية والعلاجية حول داء الليشمانيات في السودان
- تقييم الوسائل الجزيئية والبيولوجية ووسائل علم الأمصال في تشخيص داء الليشمانيات في الظروف الميدانية
- الباثولوجيا المناعية لداء الليشمانيات
- التطعيم ضد داء الليشمانيات
- العوامل المعدية والسرطان: السرطان البلعومي الأنفي، ولمفومة بيركت، وسرطان المريء، وسرطان المعدة، وسرطان عنق الرحم
- علم الأوبئة الخاص بمرض الجذام في الأجزاء الجنوبية من ولاية القضارف بجمهورية السودان
- علم الأوبئة الخاص بمرض الملاريا في قريتين على نهر الرهد في ولاية القضارف بجمهورية السودان
- أمراض السل والبلهارسيا
حصل البروفيسور الحسن على العديد من الجوائز والأوسمة والتقديرات خلال حياته المهنية ومن أبرز هذه الجوائز:
- جائزة كتشنر التذكارية, جامعة الخرطوم
- جائزة دونالد ماكي, الجمعية الملكية لطب المناطق الإستوائية والصحة
- جائزة شوشة من منظمة الصحة العالمية
- وسام النيلين من جمهورية السودان
- جائزة الزبير للطب من جمهورية السودان
- بجائزة حمدان لتكريم الشخصيات الطبية المتميزة في الوطن العربي عن عام 2017 – 2018
وقد تم تأسيس مركز متميز يحمل اسمه “مركز الحسن للأبحاث السريرية لأمراض المناطق المدارية المهملة” في مستشفى سوبا الجامعي، وكانت زياراته للمركز من بين آخر أنشطته العامة.