نقطة نزاع

نقطة نزاع
– بقلم: آمنة حسن
– يرى البعض أن التفكير المستمر والعميق امرا إيجابيا، لأنه قد يوصل الإنسان إلى نتائج جيدة خاصة ذاك المتعلق بالتفكر والتدبر في الكون ومخلوقاته وقدرة الله على صياغة كل ذلك بدقة متناهيه ،. من باب أن كل ذلك يقود إلى التوحيد والإيمان القاطع والوصول إلى الله من سدة العقل لا الفطرة التي يستقيها الشخص من الوالدين، وقد يكون هذا هو الجانب الجيد .
لكن التأثير السالب للتفكير الكثير قد يؤدي إلى دخول الإنسان في صراع الخير والشر مع ذاته والغوص داخل النفس البشرية وما تحمله من تناقضات وتخفيه من نزعات الشر المغلقة بستار الخير وهو أخطر ما قد يحمله القلب ،. لأنك تعتقد جازما انك انسان الخير وفاعله وتجتهد في إظهار ذلك من خلال سلوكك وتعاملك مع الآخرين لكن في لحظة “ما” لا تدري متى هي يقفز من داخلك احساس يشعرك بالرعب ويرمي بك في دوامة مؤلمة من الصراع تجتهد فيها لنصرة الخير على الشر والإيجابي على السلبي، وقد تنتصر لكن يبقى احساس الخوف كامنا في قلبك يحمل آلاف التساؤلات، لماذا ذاك الاحساس؟ لماذا يحمل قلبي مضغة سوء؟ مهما كان نوعه (أنانية ،. رياء، غيرة ،. سوء الظن ….) البعض قد يقولون لك انها النفس البشرية هكذا خلقها الله تعيش صراعا دائما بين الخير والشر إلى أن يرث الله الأرض.
والمؤمن القوي هو من ينتصر على الشر ويستعيد توازنه كلما أخطأ وارتكب هفوة صغيرة، لأن الإنسان ليس كاملا وغير معصوم من الخطأ الا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وهبه الله قلبا نقيا عندما أرسل سيدنا جبريل عليه السلام لينتزع منه المضغة السوداء ثم يغسله قبل أن يكمل عامه الثاني.
وحتى لا نركن إلى نزعات النفس السيئة علينا التقرب إلى الله أكثر عبر الاجتهاد في عباداتنا واستمرارية الذكر والبعد عن المعاصي وظلم الاخرين ومحاسبة النفس كلما أخطأت ومعاقبتها إذا لزم الأمر حتى لا تعتاد الخطأ ، إضافة إلى أمر مهم وهو حب الآخر ومساعدته والاحساس بآلامه واتخاذ الحديث الشريف (حب لأخيك ما تحب لنفسك) قاعدة ذهبية للانطلاق وتحرير النفس من الوسواس الخناس وتنقية القلب من شوائب الغيرة والإنسانية وسوء الظن وغيرها من أمراض القلوب،،،، اللهم اجعل قلوبنا نقية شفافة اللهم اجعلها عامرة بحبك وحب رسولك المصطفى عليه الصلاة والسلام..