البرهان.. ومخاطبة الثورة

بقلم: هبة زمراوي
– إن محاولة تكييف الإطار النظري لمصطلاحات الثورة التي يستخدمها البرهان لا تتوافق مع الواقع، ربما سمع هتافات الشارع بأذنيه أو أخبره أحد ما وأقنعه بأن استخدام مصطلحات الثورة وتبنيها في الخطابات قد يضمن لك ولاء الشارع، أو قد يسمعون لك، ولكن يبدو أنه لا يدرك أن الشباب الذين يملؤون الشوارع ويدوي هتافهم كزلزال، يعون جيداً لما يدور في اروقة السياسة رغم صغر سنهم، لا تخضعهم العبارات الرنانة ولا الوعود الكاذبة وكيف وهم الحالمون بالكمال في ثورتهم، شباب يخرج للشارع لإحتجاج مشروع مسلح بالسلمية، شباب مشبعين بالمباديء والتفاؤل ينادون للحرية والكرامة يتطلعون إلي غدٍ أفضل في وطنهم، يقسمون بحب الوطن ويعملون من أجل تقدمه، مستعدون لدفع الثمن حياتهم علي أمل أن يعود وطنهم سالم معافي، والذي ليس لديه خيار ثالث إما الحرية أو الموت حتما لن تثنيه صوت القنابل من الرجوع وترك ثورته قي منتصف الطريق، ولن يتراجعوا بموت الأصدقاء والرفاق بل كلما سقط منهم شهيد خرج في مقابله عشرة آخرين، مكملين مسيرة شهيد،
او كما قال محمود درويش:
فالوحش يقتل ثائراً ..
و الأرض تنبت ألف ثائر !
يا كبرياء الجرح !
لو متنا لحاربت َ المقابر !
فملاحم الدم في ترابك ِ
مالها فينا أواخر.
عجباً لهؤلاء الثوار حقا، عند التمعن فيهم تحدثك نفسك أن هولاء لا يمكن ان يكونوا ينتمون لهذة الجماعات الإثنية التي أتت بأشخاص مؤيدين للعمالة وللدويلات الصغيرة لا يملكون قرار أنفسهم، وكأنهم رفاق جيفارا، (ثوار) لديهم طاقة كبيرة جداً في حب الوطن ومقدرة لتحمل كل العراقيل التي تضع أمامهم، فهولاء يجب أن تستثمر طاقتهم تلك في رفعة الوطن وتقدمه وتعميم أخلاقهم التي تستحق أن تدرس كنموذج (مكارم أخلاق الثوار السودانيين)، بدلا من قتلهم وزجهم في السجون وحتما لا يستطيع أي كان من إسكات كل هولاء المحتجين الرافضين لسلب السلطة السياسية كما سلبت إرادة و قرارات المؤسسة العسكرية التي هي من رحم الشعب وسنده لا عليه.
بالتأكيد لمن تكن الحرية والتغيير هي النموذج الأمثل للقيادة الثورة ولكن كانت اقصر الطرق لوقف سفك الدماء وإزالة الأقنعة عن بعض المتسلقين، ولكن إنقلاب البرهان علي هذة الحكومة رسخ لدى الشارع السوداني أن هذة الحكومة كانت مثالية نوعا ما وأصبحت شخصياتها الذين تم زجهم في السجون شخصيات قومية وربما أبطال قوميون، وليس ببعيد أن تترسخ لدى هذا الشارع أيضاً أن هذا الإنقلاب الذى أتى قبل أيام من تسليم رئاسة مجلس السيادة للشق المدني، أن المكون العسكري يتشبث بالسلطة وقد تكون هناك مخاوف لهذا المكون مؤسسات الحكومة المدنية، كما قد تترسخ لديه أيضاً أن الإنتخابات التي تحدث عنها رئيس المجلس العسكري لن تكون نزيهة خاصة اذا ما ترشح أحد أعضائه للانتخابات، الامر الذي يشبه إحدى الحالات الإقليمية، والتي قد تفضي بدكتاتورية وتسلط مفرط، وكل هذا يعطي (الثوار) دافعا للتدفق للشوارع حاملين بيد هموم وطنهم وباليد الاخرى كفنهم(جهز عديل كفنك يا انت يا وطنك