“بلدنا” تتصدى لجائحة كورونا

بقلم: سارة الإمام

رغم المخاوف والقلق بسب جائحة كورونا ومن رحم المعناة والتدهور في قطاع الصحة بالسودان، خرجت بعض المبادرات لتقدم العون والمساعدة وتذلل الصعاب أمام المواطن، وذلك عن طريق التأكيد على مبدأ المسؤولية الشخصية و ضرورة العمل الجماعي لتخطي المحنة.

جاءت مبادرة بلدنا لمقاومة جائحة كورونا في العام 2020م بمجهود أطباء داخل وخارج السودان، تهدف الحملة على تمكين المجتمع من الأخذ بزمام الأمور في السيطرة على انتشار مرض الكورونا، وتقديم الرعاية العلاجية البسيطة بما يتوافق مع أسس العلاج المنزلي.

ارتكزت فكرة المبادرة على التوعية المجتمعية والإلتزام بالإحترازات الوقائية، وتم وضع دليل لمقاومة الكورونا في الأحياء، بناء على التجارب والخبرات الموثوقة عالميا بما يتناسب مع واقع السودان.

دليل الأحياء:
يشتمل الدليل على ستة حزم من التدخلات تمت صياغتها بصورة علمية دقيقة لضمان فعاليتها مع مراعاة أن تكون عملية و يمكن تطبيقها بأقل الإمكانيات المادية على مستوى جميع الأحياء في ربوع السودان.

وبحسب ما أفادت به د.عابدة مصطفى عبادي _ أخصائية صحة الفم والأسنان ومنسقة التدريب بمبادرة بلدنا لمقاومة جائحة كورونا، فإن الدليل يقدم نموذجا عمليا قابلا لتطبيق الحزم الستة للسيطرة على إنتشار الوباء من خلال إتخاذ الحي “الحارة، المربع، القرية” كوحدة جغرافية.
أما الحزم فقسمت كالتالي: الحزمة الأولى تعنى بالتقصي المجتمعي ويتم تشكيل فرق صحية من شباب الحي للبحث عن الحالات المشتبهة أو المخالطة وعزلها منزليا والمتابعة والمساندة أثناء فترة العزل المنزلي، حصر الحالات الأكثر عرضة وحمايتها من الإصابة، وإخطار الجهات الصحية المسئولة والتنسيق معها.

الحزمة الثانية تعنى بأهمية لبس الكمامة وتعكس ضرورة توفير الكمامات لكل المخالطين للجمهور بحكم عملهم في الحي، وتعرف المواطنين بكيفية صنع الكمامة في المنزل.

الحزمة الثالثة تعكس ضرورة التوعية في المجتمع والإلتزام بالاشتراطات والوقائية، المتمثلة في المحافظة على المسافة الآمنة، تجنب أماكن ازدحام الجمهور لاسيما في الأفران و المحلات التجارية، غسل الأيدي بالطريقة الصحيحة وتعقيم الأسطح.

الحزمة الرابعة تعنى بالتوعية المجتمعية عن طريق الندوات في المساجد والأندية والأماكن العامة بطرق إنتقال فايروس كورونا، وأعراض المرض والوقاية منه. زيادة الوعي بمحاربة إحساس الوصمة، دعم فريق الحي للقيام بعمله، تثمين دور الكوادر الصحية ودعمها، والتأكيد على مبدأ المسؤولية الشخصية و ضرورة العمل الجماعي لتخطي المحنة.

شعار مبادرة بلدنا

 

الحزمة الخامسة توضح كيفية التعامل الآمن مع حالات الوفاة في المجتمع طول فترة كورونا، تقليل عدد المتعاملين مع الجثمان للحد الأدنى، ارتداء وسائل الوقاية المناسبة، تعقيم مكان إقامة وغسل المتوفى، عدم إقامة مراسم للعزاء وعزل المخالطين.

وتمت مؤخرا إضافة الحزمة السادسة وهي تعنى بالإشراف على أسس العلاج والعزل المنزلي لمرضى الكورونا، وذلك بتكوين فريق استجابة طبية في الحي يتكون من كوادر صحية أوطلاب المهن الصحية للعمل على تطبيق أسس العزل المنزلي الآمن لرعاية الحالات التي لا تستدعي العناية بالمستشفيات.

رابطة كلية الطب جامعة الخرطوم هي الأكثر نشاطا و التشكيك في اللقاح إرتياب نفسي

 في إطار التعاون المجتمعي المشترك مع الجهات ذات الصلة قالت د.عابدة مصطفى: إن المبادرة استطاعت أن تعمل مع عدد من الكيانات الفاعلة أبرزها رابطة كلية الطب جامعة الخرطوم إذ تعتبر الرابطة الأكثر نشاطا في العمل المجتمعي للحد من فايروس كورونا، كما تم إبرام اتفاقية بين المبادرة والرابطة للعمل المشترك في مقاومة الجائحة.

وفيما يتعلق بالإقبال على التطعيم والشائعات التي تدور حوله ذكرت أن اللقاح البريطاني استرازينيكا هو المستخدم حاليا في السودان، ومسألة التشكيك في اللقاح هي حالة من الإرتياب بسبب الأعراض الجانبية المحتملة إثر تعاطيه، ومن المعروف أن لكل دواء أيا كان نوعه اعراض جانبية ناتجة عنه، لكن في إطار الحديث عن لقاح استرازينيكا فهو يقلل نسبة الإصابة بواقع 50% أما الأعراض الجانبية للقاح فهي ضئيلة جدا مقابل الفائدة، وأن التطعيم يحمي من خطر الإصابة.

تقارير إحصائيات وزارة الصحة “غير صحيحة” و التطعيم حماية للمجتمع

وبشأن الإحصائيات الواردة عن وزارة الصحة السودانية لمعدلات الإصابة والتعافي و الوفيات، قالت د.عابدة أن هذه الإحصائيات “غير صحيحة 100%” نسبة لعدم توفر المعلومات الكافية لدى الوزارة وذلك لأن المواطنون لا يتقدموا بالتبليغ بالإصابة على خط الهاتف الخاص 9090 ويتم التحفظ على المصاب أما بسبب الإحساس بالوصمة أو للجهل بالأعراض، مع العلم أن فحص العينة والتطعيم مجانا منذ بداية الجائحة وحتى الآن.

كما شددت على أهمية التوعية والإلتزام بالإشتراطات الصحية، وضرورة أخذ اللقاح لاسيما للعاملين في الحقل الصحي، فالتطعيم ضروري جدا وهو لايمثل حماية للشخص فقط بل يمثل حماية للمجتمع بأكمله.