المبادرة الأممية.. قحت في مواجهة العالم!
بقلم: النذير السر
– تسقط بس،كان شعارا عدميا،وكان إعلان مفضوح بعدم امتلاك اي رؤية اومشروع بديل للنظام الذي تحالفت الجموع علي اسقاطه،كان هذا وصف المحللين السياسين عند اندلاع الثورة، ولكن وبعد مرور ثلاث سنوات سقط قادته الي اخر قاع في آليات فك الاشتباك السياسي العدمي، المتمثل في تدخل الامم المتحدة.
البعض يذكر بعجز هذه المنظمة الأممية بالاشارة الي النموذج السوري، ومن المؤكد اننا دخلنا في منعطف خطير، في الملف السوري الخلاف كان روسي غربي بالكامل،في السودان هنالك خلاف أمريكي روسي من جانب وامريكي أوروبي من جانب آخر ،كما هنالك محاولات لابعاد مصر، انظر البيان الرباعي (واشنطن، دبي، الرياض، لندن) وهذا الامر سيزيد من تعقيد المشهد.
أمريكا متقاربة مع العسكر، الأوروبيون عكسها في هذه الرؤية، أمريكا تخشي من ذهاب العسكر تجاه بكين وموسكو،كما فعل ابي احمد في اثيوبيا ،أمريكا لاتريد خسارة أوروبا في الملف السوداني ولكن دوافها لدعم العسكر ولو من وراء حجاب لن تزحزح نسبة لصراعها الحتمي مع بكين وموسكو في المنطقة، أمريكا تيقنت من ضعف وانقسامات الحرية والتغيير ولذلك استدرجتهم وحلفائهم الأوروبيين لكمين هذه المبادرة، وهي تعرف مسبقا هروب الحرية والتغيير من آجال الاستحقاق الانتخابي القادم، وقضايا الإصلاح العدلي والقضائي والدستوري واذا رفضت الحرية والتغيير الالتزام بالمعايير الدولية المتعلقة بهذه القضايا بغرض الكسب السياسي المرحلى فإنها ستفقد الدعم الأوروبي او بطريقة أخري سوف تجرد حليفها الأوروبي من الأدوات التي كان يضاغط بها واشنطن(الحريات، الدستور، الانتخابات، العدالة الانتقالية) وهذا ماسوف يحدث.
للأسف لان الحرية والتغيير لاتملك اي خيار غير استمرار المناخ الثوري المتعارض بطبعه مع آليات الضبط الدستوري والعدلي والقانوني،هذه المبادرة باختصار وضعت الحرية والتغير في مواجهة مع المجتمع الدولي تماما كحال الإنقاذ سابقا!.